غيدي تسور وأييلت شوفتي، خريجا مدرسة مندل للقيادة التربوية، تعرفا على الحاجة لدى الشبان مع إعاقة للعيش في إطار مجتمع محلي مؤهل يتيح لهم تطوير قدرات عالية للحياة المستقلة. في عام 2003، أعربا عن فكرة إقامة “دورة تحضيرية للحياة المستقلة” وهي برنامج تأهيل طويل الأمد يدمج بين برامج شخصية لدفع الشبان قدما، وبرامج تأهيل جماعية وبين عالم إعادة التأهيل، التربية، والصحة. لتطبيق هذه الفكرة، أقاما جمعية كيفونيم، وبالتعاون مع جوينت إسرائيل، وزارة الرفاه والضمان الاجتماعي، وزارة التربية والتعليم، التأمين الوطني، وصناديق مختلفة، طورا نموذجا كانت قد تبنته وزارة الرفاه والضمان الاجتماعي، وتمت ملاءمته لفئات سكانية مختلفة في البلاد.
الدورة التحضيرية “كنفايم” (أجنحة)، كانت الدورة الأولى في البلاد والعالم من أجل الحياة المستقلة للشبان ذوي الإعاقات الجسمانية والعاطفية، وكانت ثورية لأنها اقترحت مسار تتمة يشتمل على دمج الشبان في الجيش/الخدمة المدنية، التشغيل والتعليم، وتضمنت برامج تأهيل لإدارة حياة مستقلة. في ظل نجاحها، أقامت جمعية كيفونيم دورات تحضيرية إضافية لتلبية احتياجات الشبان على نطاق أوسع – دورة “كواح” المعدّة للشبان الصم وثقيلي السمع، دورة “كرمل” للشبان الذين لديهم طيف التوحد وذوي أداء بمستوى عال، ودورة المستقبل للشبان الناطقين بالعربية.
تقدم الدورات للشبان وسائل وتتيح لهم خوض تجارب تعزز ثقتهم، وقدرتهم على الحياة المستقلة، والفعّالة في المجتمع المحلي. المشاركون في الدورات التحضيرية، يتحوّلون من مستهلكي خدمات إلى وكلاء للتغيير، ويصبحون مؤثرين ليس في حياتهم فحسب، بل في المجتمع، الذي يعترف بحقهم في الانتماء إليه وكونهم شركاء بكل معنى الكلمة. إضافة إلى الدورات التحضيرية، تطور جمعية كيفونيم خدمات عصرية إضافية، لتأهيل الشبان ذوي الإعاقة من أجل حياة مستقلة.
رؤيا كيفونيم
تعمل كيفونيم على تحقيق رؤيا الواقع العادل، المبني على الاحترام، والأمان للشبان والشابات ذوي الإعاقة. واقع يحقق فيه الشبان قدراتهم بالكامل، يديرون حياة مستقلة ومثالية، يشغلون مناصب بشكل مستقل، ويساهمون ويؤثرون كمواطنين مساوين في المجتمع. مجتمع كيفونيم مؤلف من المشاركين في البرامج، الخريجين، موظفي الجمعية، المتطوعين، وآخرين، وهو مجتمع يستند إلى العمل والمعرفة ورائد في تطوير برامج التأهيل والإرشاد، من خلال دفع التفوّق والمهنية في الحقل الميداني قدما.
المستقبل
برنامج تأهيل شامل من أجل الحياة المستقلة، يعيش خلاله شبان من المجتمع العربي، أعمارهم 18-28 عاما ولديهم إعاقة جسدية أو متلازمات نادرة مع شركاء في شقق سكنية في المجتمع المحلي، ويتمتعون بمراقبة فردية وجماعية تؤهلهم لإدارة كل شؤون حياتهم بشكل مستقل. طوال عامين حتى ثلاث أعوام من الدورة التحضيرية، يبلور المشاركون وجهات نظر، ويطوّرون قدرات تدفعهم قدما نحو الحياة المستقلة في المجتمع المحلي.
المجموعة، البرنامج الشخصي، وروتين الحياة
يدير المشاركون والمشاركات في البرنامج نمط حياة في شقة سكنية بشكل مستقل مع شركاء آخرين ناطقين بالعربية. في كل أسبوع، تُجرى محادثات في الشقة، وورشات عمل جماعية تعزز المهارات، وجهات النظر، والمواقف التي تدعم اتباع نمط الحياة المستقلة في المجتمع المحلي. تساهم مجموعة المساوين، في بناء القدرات الشخصية، بلورة الهوية في بيئة داعمة، وتحسّن المهارات الاجتماعية. المشاركون مسؤولون عن إقامة احتفالات جماعية، مثل الأعياد، الرحلات المشتركة، والنزهات. يبني كل مشارك بالتعاون مع الطاقم برنامجا شخصيا وفق رغباته. البرنامج دينامي ويشمل أهدافا قابلة للقياس وأعمالا لتحقيقها. يحظى كل مشارك ومشاركة بمحادثة شخصية، مرة في الأسبوع على الأقل، مع مرشد أو مرشدة، وعلى مرافقة أثناء النشاطات المختلفة لتحقيق أهدافه. يتعلم المشاركون في البرنامج كيف يمارسون حقوقهم. في صباح كل يوم، يخرجون بشكل مستقل إلى مركز الخدمة الوطنية-المدنية، الدراسة، العمل، أو إلى مركز تأهيلي تشغيلي. وعند عودتهم إلى الشقة السكنية، يمارسون نمط حياة مستقلا يتضمن مهاما مثل المشتريات، الطبخ، النظافة، الغسيل، قضاء أوقات الفراغ، وحل الصراعات الناتجة عن الحياة المشتركة.
يرافق طاقم متعدد المهن، وناطق باللغة العربية المشاركين في الدورة التحضيرية، ويشمل مديرة الدورة التحضيرية، مرشدات ومرشدين، عاملة اجتماعية، معالجا وظيفيا، ممرضة، خبيرة تغذية، ومعالجا نفسيا تأهيليا. هناك طاقم مهني خبير بالتربية وإعادة التأهيل يدعم هذا الطاقم.
الموقع/المكان
حيفا